بالفيديو .. "مسجد بابري" .. شاهد على مجازر الهندوس ضد المسلمين

 مازال مسجد" بابري" بالهند رمزا من رموز النضال والدفاع عن المقدسات الإسلامية، حول العالم.

فهو مسجد تاريخي، بناه مؤسِّس الإمبراطورية المغوليَّة في الهند، ظهير الدين محمد بابر، عام 1528م - 935هـ، فسُمِّي المسجد باسمه، والذي ناب عنه في بناء المسجد هو نائبه، مير باقي، حاكم أوده "لكناو وضواحيها".

 

وحين بنى الملك بابر هذا المسجد التاريخي، كتَب وصيَّة لابنه نصر الدين همايون، جاء فيها: "يا بُني، إن مملكة الهند ممتلئة بالأديان المختلفة، والحمد لله على أنه مكَّننا من حكم هذه المملكة، فعليك أن تُبعد كلَّ عصبية دينية عن قلبك، وأن تَلتزم بالعدل وَفْق الأديان كلها، ولا تَنحر البقرات؛ حتى تَملك قلوب سُكَّان الهند، ولا تَهدم معابد القوم الذين يخضعون لقوانين الحكومة، واسْلُك طريق العدل".

لكن مع رُوح التسامح والمحبَّة التي رسَّخها المسلمون سلوكًا وقولاً، ومع وصيَّة التسامح التي ترَكها الملك المسلم بابر لولده وللمسلمين جميعًا، مع ذلك بدأَت مُعاناة المسجد مع ادعاء الهندوس أنَّ المسجد مبني على أنقاض المعبد الذي وُلِد فيه ما يظنونه إلهًا لهم: "راما" المقدس عندهم.

استمرَّت هذه المشكلة بأسلوب متقطِّع؛ حتى اشتعلَ فتيل الفتنة أول مرة سنة 1855م، كان ذلك خلال عهد الأمير: واجد علي شاه، حاكم إقليم "أوده"، وقد قضى هذا الأمير على الفتنة في أوَّلها، لكن الإنجليز كانوا يُثيرون الفتن في الإقليم؛ ليبرِّروا استيلاءهم عليه، وبعد ثورة الهند الكبرى سنة 1857م حين تمكَّن الإنجليز من بَسْط سيطرتهم على أجزاء أخرى من الهند، ومنها "أوده"، بدَؤوا يثيرون الفتنة بين المسلمين والهندوس ليتقاتلوا، فتَخلو الساحة لهم.

 

في اليوم السادس من ديسمبر سنة 1992م - 1413هـ، قام أكثر من 300,000 من الهندوس - في عهد حزب الشعب الهندوسي "بي جي بي" - بهَدْم المسجد البابري، المسجد الذي يعود تاريخه للقرن السادس عشر، وعلى إثر هذا قامَت أعمال عنفٍ وتوسَّعت، أُحْرِقت فيها أحياء المسلمين وقُراهم، ومتاجرهم وممتلكاتهم، ومساجدهم وهُدِم 21 مسجدًا في "أيودهيا" وحْدها، وأسْفَرت الاعتداءات عن سقوط القتلى، والتنكيل بهم، واغتصاب النساء، وحَرْق الأطفال والنساء بعد اغتصابهنَّ، وهجرة مَن استطاع الهروب.

يقع المسجد على هضبة "راماكوت " وهي الهضبة التي يؤمن الهندوس أن المعبد الذي ولد فيه ما يعبدونه "راما" ويؤمنون أيضا أن المسجد بني على أنقاض المعبد وهو الأمر الذي لم يستطع علماء التاريخ الهنود إثباته، بل قد أثبتت الدراسات الهندية الأخيرة أن المسجد قد بني على أنقاض مسجد آخر.

ونظرا لهيمنة الديانة الهندوسية على البلاد، ووصولها لحكم الهند فى عام 1989، لم يستسلم مسلمي الهند رغم قلتهم، ورفعوا دعوي قضائية لعودة بناء المسجد من جديد، صدر الحكم فيها في سبتمبر 2010 ، بتقسيم موقع المسجد إلى ثلاثة أقسام، ثلث للمسلمين، وثلثان للجماعات الهندوسية المختلفة.

وبرغم الحكم إلا أن الهندوس احتجوا و طعنوا على الحكم، وظل المسلمون منذ ذلك الحين يطالبون بإعادة بناء المسجد، بينما واصل الهندوس المطالبة ببناء معبد في الموقع الذي يقولون إنّ معبودهم راما قد ولد فيه.

وبرغم هدم المسجد "البابارى" والأغلبية الهندوسية فى مدينة " أيوديا في أتر برديش" ألا أن المسلمين بهذا الإقليم مازالوا مدافعين على هوية المسجد ويؤدون الصلاة وباقي الشعائر الإسلامية يوميا على أنقاضه.


 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.