من بدع الأذان

من أعظم شعائر الصلاة الأذان، فالكثير من الناس يكونون مشغولون بهموم الدنيا، ورفع الأذان (الله أكبر)، تذكيراً لهم بأن الله سبحانه وتعالى أكبر من أي مصلحة أو غاية دنيوية.

والمؤذنون هم الأطول اعناقاً يوم القيامة، كما لهم مثل أجر من صلى معهم، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يصلون على الصف المتقدم، والمؤذن يغفر له مدَّ صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معهُ)، (رواه أحمد والنسائي).

وحتى يحصل المؤذن على أجره من الله سبحانه وتعالى فعليه أن يتجنب بعض الأمور التي قد تحول دون أن يكون الأذان صحيحاً، ومنها:

الأذان المُسَجَّل:

يلجأ بعض القائمين على المساجد في عدد من دول العالم الإسلامي إلى إذاعة ما يسمى "الأذان المُسَجَّل"، وهم بذلك يستغنون على مباشرة الأذان باستخدام أجهزة التسجيل، فيأتون بأذان مسجل لأشخاص معروفين، ويضعونه في مكبرات الصوت.

 إن استبدال الأذان المسجل بأذان المؤذن، فيه تفويت للخير الكثير الذي وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن: (أنه لا يسمع مدى صوته جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له به عند الله تعالى يوم القيامة)، فهذا من الأمور التي ينبغي تجنبها، وينبغي للعبد المؤمن أن يباشر الأذان بنفسه، ويحتسب الأجر في ذلك عند الله تعالى.

تسييد الرسول صلى الله عليه وسلم:

من الأخطاء التي يقع فيها المؤذنون، تسييد اسم الرسول صلى الله عليه وسلم في الأذان، فيقول " أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله"، ونحن بلا شك نعلم أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، ولكن ذكر لفظ السيادة في الأذان أو في غيرها من الأذكار الشرعية، يعتبر زيادة لم يأذن بها الله، مثلما لو قال الإنسان مثلاً في التشهد " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم " فنحن نقول هؤلاء سادة وأنبياء لا شك، لكن لم يرد لفظ (سيد) في لفظ من الأذكار الشرعية، لا في الأذان، ولا في الإقامة، ولا في التشهد الأول، ولا في التشهد الأخير، ولا في غيرها من الأذكار، ولعلكم تستغربون إذا قلت لكم: إن أحد الإخوة كان إذا قرأ اسم الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن يقدم بين يديه بلفظ سيدنا! وهذا جهل عظيم وضلال مفرط.(سلمان العودة، سلوكيات خاطئة في الأذان).

ولعل ما يرتبط بهذه المسألة، وهي من الأخطاء التي يقع فيها المؤذنون، الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، فكأن يقول بعد الانتهاء من قول "لا إله إلا الله"، " اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد"، وهذه التواشيح والألفاظ مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. 

التغني بالأذان وطلب الأجرة:

ومن البدع كذلك، التغني بالأذان وطلب الأجرة من الناس، فثبت أن رجلا جاء إلى عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما- فقـــال: إني أحبك في الله، قـــال: فاشهد عليَّ أني أبغضك في الله، قــال: ولمَ؟ قــال: لأنك تلحن في أذانك وتأخذ عليه أجراً.

وكذلك عدم توضيح الضّمّة في الله أكبرُ الله أكبر، فينطقها فتحة الله أكبرَ الله أكــــــبر. (فتاوى الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ج 12).  

ومن الأمور المرتبطة بالأذان، أنه بعد الانتهاء يقول المتابعون " اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة"، وهذا الدعاء مشروع بدون ذكر جملة "الدرجة العالية الرفيعة".

 

 

 

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.