هل يمكن أن تُصام هذه الست في غير شوال وتحصل نفس المزية ؟

أجاب عن ذلك العلامة ابن القيم -رحمه الله- في تعليقه على سنن أبي داود فقال: اختصاص شوال ففيه طريقان :
أحدهما:أن المراد به الرفق بالمكلف؛ لأنه حديث عهد بالصوم، فيكون أسهل عليه ففي ذكر شوال تنبيه على أن صومها في غيره أفضل، هذا الذي حكاه القرافي من المالكية، وهو غريب عجيب .
الطريق الثاني:أن المقصود به المبادرة بالعمل، وانتهاز الفرصة، خشية الفوات. قال تعالى {
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} وقال { وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } وهذا تعليل طائفة من الشافعية وغيرهم .
قالوا: ولا يلزم أن يعطي هذا الفضل لمن صامها في غيره
، لفوات مصلحة المبادرة والمسارعة المحبوبة لله .
قالوا: وظاهر الحديث مع هذا القول.ومن ساعده الظاهر فقوله أولى.ولا ريب أنه لا يمكن إلغاء خصوصية شوال، وإلا لم يكن لذكره فائدة .
وقال آخرون: لما كان صوم رمضان لا بد أن يقع فيه نوع تقصير وتفريط، وهضم من حقه وواجبه ندب إلى صوم ستة أيام من شوال، جابرة له، ومسددة لخلل ما عساه أن يقع فيه.فجرت هذه الأيام مجرى سنن الصلوات التي يتنفل بها بعدها جابرة ومكملة، وعلى هذا: تظهر فائدة اختصاصها بشوال، والله أعلم. 

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.