خطباء مِثالٌ للنضج في النهج الخطابي: سماحة الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – (2 / 2)

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:

ذلكم هو سماحة الشيخ علي الطنطاوي – رحمةُ الله عليه – في سيرته وسريرته التي ألقاها اللهُ على صفحةِ وجهه المتلألئة، وابتسامته الدّائمة المشرِقَة، ونرجع الآن إلى تلمّس بعض بصمات النضج في نهجه الخطابي:
بصمات النضج في النهج الخطابي إنّما تُسْتَلهمُ بالأساس من استقراء الأداءِ والممارسة في الميدان حين يكون للشخص موضوع الدراسة ممارسةٌ خطابيّةٌ في الجمعات والأعياد، والنوازل والمناسبات المختلفة، فها هنا نقومُ بالاستقراءِ والتتبّع والتحليل للخطب المسموعة والمكتوبة، لإدراك جوانبِ القوّة، وتسجيل بصماتِ التميّز والنضج، ليحصل الاقتداء والتأسّي..
وأحيانًا يكونُ الشخصُ مِصقَعًا في الخطابةِ، بشهادةِ العمالقة الكبار، والتلاميذ والأهل والأصحاب؛ ولكنّهُ توقّف عن ممارستها سنين عديدة لأسباب قد يكونُ منها الاغتراب عن الوطن الأم، فهاهنا يمكن أن نستلهمَ بصماتِ النّضجِ في نهجه الخطابي من كتاباته ومذكّراته التي تحوي زبدةَ خبراتِهِ ووصاياه في هذا المجال..
وأحسبُ أنّ سماحة الشيخ علي الطنطاوي ممّن تنطبقُ عليه الحالتان معًا، فهو خطيبٌ وكاتب، خطبَ – رَحْمَةُ الله عليه – منذ عزّ الشباب لأكثر من ثلاثين سنة، ودوّن كثيرًا من خطبه كما في كتابه " هتاف المجد " و" ذكريات "، وضاع الكثير منها لكونها ألقيَت ارتجالاً فلم تدوّن، وكتبَ في التأصيل المنهجي للخطابةِ زبدَةَ النصائح والتوجيهات.
ولقد اكتفيتُ في هذا الاقتِحَام – وأعترف بهذا القصور المنهجي – على الخطب التي نشرها في كتابه " هتاف المجد " سنة 1379هـ/ 1960 م، وأضُمُّ إلى ذلك ما سطّرته يداهُ في مجال التأصيل المنهجي للخطابةِ وما أوصَى به في ذلك رحمه الله.
أول خطوة في مسيرة الشيخ الخطابية كانت وهو طالبٌ في المدرسة !:
قال – رحمه الله- :" خطبتُ أوّل خطبة لي على دُرج مدرسة طارق بن زياد بدمشق سنة 1921م ..".
كانت هذه هي التجربة الأولى في مجال الخطابة في مجالها العام، ثم فتح الله عليه بممارسة الخطابة بعد ذلك لأكثر من ثلاثين سنة، فسطّر في خلالها أروعَ الذكريات، وتركَ أوضحَ البصمات على النضجِ في الصنعةِ والنهجِ الخطابي:
قال سماحة الشيخ في مقدّمة الطبعة الأولى من " هتاف المجد " :" هذا هو الكتاب التاسع من سلسلة كتبي الجديدة، وفيه مقالات وخطب، أما الخطب فقد ألقيَ أكثرُها في هذه السنوات الأخيرة، لذلك لم أجدّد تاريخها، ولذلك جاء فيها معان مكرّرة، وأفكار معادة، وهذه الخطب لم تنشَر قبل الآن. وأنا أعتاد هذه المنابر أكثر من ثلاثين سنة، ولكني كنت أخطبُ ارتجالاً فيضيع ما قلت، ولو أنّي دوّنت كل ما كنت ألقيه كما دوّنت هذه الخطب لكان لديّ منها ما يملأُ عشرة كتبٍ من أمثال هذا الكتاب .. ".
فخُطَبهُ – رحمه الله – كانت ارتجاليّةً يتدفّقُ عليه فيها سيلُ الكلامِ والمعاني بمجرّد مواجهة الناس، والارتجالُ كما هو معروفُ أكملُ صورِ الخطابة وأعرَقُها، وهذه أول بصمات النضج في النهج الخطابي:
ولستُ أعني بالارتجال مفهومَهُ المزيّف الذي يتحصّل بكتابة الخطبة يوم الأربعاء وحفظها يوم الخميس لإلقائها يوم الجمعة، هذا أدنى درجات الارتجال بلا جدال ؛ إنّما أعني بالارتجال الصّنعة والمَلَكَة، أعني به تدفّق سيل الكلمات والمعاني بمجرّد استقبال الناس حتّى تتزاحم على لسان الخطيب ونفسه المعاني والمباني، فيأخذُ منها ما يشاء ويدع ما يشاء، هذا هو ارتجال المصاقِعِ والعمالقة الكبار، وهذا الصّنفُ هو النضجُ على الحقيقةِ، فمن حقّقه فليحمد الله، ومن لم يجده في نفسِهِ فليسأل اللهَ من فضله، وليستعن به سبحانه على التمرّسِ والمِرَان !. 
 قال سماحة الشيخ – رحمه الله – :" وكان عندي موهبة الخطابة على أكمل صورِها، يكفي أن أصعدَ المنبرَ وأواجهَ الناسَ حتّى يتدفّق عليّ سيلُ الكلام. والارتجالُ من أصعبِ الأشياءِ؛ فالخطيبُ يفكّرُ فيما يقول، وفي انتقاءِ الألفاظِ المعبّرة عنه، يعرضُها ليختار أحسنها، ويفكّر فيما قال قبلُ ليصله به، ولا يقطعه عنه، وفيما سيقوله بعد ليُسوّي له المعنى ويتخيّر له اللفظ ..".
 وهذا أيسر شرحٍ لعمليّة الارتجال، وهي تحتاج بلا شكّ من الخطيب – بعد فتح الله وتوفيقه – 
وقد شهدَ – رغم براعته في الارتجال- بصعوبة العمليّة:
قال – رحمه الله – :" عمليّاتٌ صعبةٌ متعاقبة، لا بُدّ فيها من السرعة البالغة، وإلاّ انقطع الكلام، وأعرضَ السامعون، تجري كلّها معا، ولكن المَلَكة المكتسبة تسهّلها، والمرانة تهوّنها، حتى لا يشعر الخطيب بها، ولا يحس ثقلها، وإنما يستمتع بها ".
   الشيخ – رحمه الله- أوتيَ مهارة الارتجال، تتدفّقُ على لسانه الكلمات الرائعة، وتجري على فكره المعاني الشريفة الجميلة، ومع ذلك يعترفُ بصعوبةِ الدقائق الأخيرة قبل المقابلة، لا لخوفٍ في الجَنَان، ولا لعجزٍ في الحرف ولا لخللٍ في المعنى ؛ إنّما الأمرُ يبقى صعبًا فحسب، واسألوا الكِبار سيعترفون لكم بذلك :
قال – رحمة الله عليه -: " على أنّي لا أكتُمُكم، بل أعترفُ لكم بأنّها تمرُّ بي الدقائق الأخيرة قبل أن أشرع بالخطبة ثقيلةً، وأنّي ربّما استشعرتُ الهيبةَ أحيانًا، فإذا بدأت الكلام ذهبَ هذا كلّه”.
 ومن بصمات النضج في نهجه الخطابي: الموسوعيّة في القراءة والاطّلاع: وأكرِم بها من بصمةِ نضجٍ ونقطة ارتكازٍ عظيمة، فهي تفرّقُ بين الخطيبِ الموسوعيِّ الكبير الذي يقضِي سوادَهُ وبياضه في قراءة الآداب وتحصيل العلوم والاطّلاع على نِتاجِ الأفكارِ والأقلام من المصادر والأمّهات والمراجع والدوريّات والمجلاّت على اختلافِ زمانها ومكانها، وهذا بدون شكّ يجعل للخطيب سعةَ أُفٌقٍ وحضورَ بديهةٍ وذوقًا وتدفُّقًا واعتدالأً واتّزانًا وشموليّةً في الطرح وفهمًا لما يجري من حوله لا يمكن أن تجدَ مثلَهُ عند الخطيبِ المتقوقِعِ على نفسِهِ الذي لا يزيدُ على قراءة ورقةٍ أو ورقتين يحتاجهما لتحضير " كلمةٍ سريعةٍ " يقولها للناس، أو الخطيبِ الذي لا يقرأُ أصلاً ولا يهوى المطالعة لأنّهُ سوف يقول أيّ شيءٍ للناس، أو يخطُبُ بكلماتِ غيره ويُحاضِرُ بجُهدِ غيره.
سماحة الشيخ من الطرازِ الأوّل السامي الرفيع، الذي جمع في جعبته بين العلوم الأدبية والشرعيّة والاجتماعية الإنسانية ومختلف العلوم المعاصرة، مع ممارسة ذلك تدريسًا وإلقاءً وكتابة وتأليفًا، وآثارُهُ تشهدُ على هذا، وقد شهد له بهذا الرسوخ والموسوعيّة القريبُ والبعيد ممّن عاشَ معه وصحبه في الشام والعراق ومكة وجدّة، بل سطّرَ الشهادةَ عن نفسِهِ بقلمهِ – رحمه الله – فقال – كما في كتابه " من حديث النفس " – :
  " طلبت المجد الأدبي وسعيت له سعيه، وأذهبت في المطالعة حِدّة بصري وملأت بها ساعات عمري، وصرّمت الليالي الطِّوال أقرأ وأطالع، حتى لقد قرأت وأنا طالب كتباً من أدباء اليوم مَن لم يفتحها مرة لينظر فيها !.
 وما كان لي أستاذ يبصرني طريقي ويأخذ بيدي، وما كان من أساتذتي مَن هو صاحب أسلوب في الكتابة يأخذني باتّباع أسلوبه، ولا كان فيهم مَن له قدم في الخطابة وطريقة في الإلقاء يسلكني مسلكه ويذهب بي مذهبه، وما يسميه القراء أسلوبي في الكتابة ويدعوه المستمعون طريقتي في الإلقاء شيء مَنَّ الله به عليّ لا أعرفه لنفسي، لا أعرف إلاّ أني أكتب حين أكتب وأتكلم حين أتكلم منطلقاً على سجيتي وطبعي، لا أتعمد في الكتابة إثبات كلمة دون كلمة ولا سلوك طريق دون طريق، ولا أتكلف في الإلقاء رنّةً في صوتي ولا تصنّعاً في مخارج حروفي، وكنت أرجو أن أكون خطيباً يهز المنابر وكاتباً تمشي بآثاره البرد، وكنت أحسب ذلك غاية المنى وأقصى المطالب، فلما نلته زهدت فيه وذهبت مني حلاوته، ولم أعد أجد فيه ما يُشتهى ويُتمنّى”.
ومن تأمّل خطاباته ومحاضراته وكتاباته وطالع مسيرةَ ذكرياته لمسَ فيه هذه السّعةَ والعمق
ومن بصمات النضج في نهجه الخطابي: انعدام التكلّف، والأسلوب السهل الممتنع: وأكرِم بها من بصمةٍ تدلُّ على الحكمةِ والتجرّد والنضجِ والرسوخِ في فهم رسالة الخطيبِ بكلّ تجرّدٍ وعُمق، فالوسائل من الإبداعِ في الحرفِ والصوت إنّما يقصدُها المتكلّمون لخدمةِ الفكرةِ وحُسن إيصالِها للناس، فإذا صارت عوائقَ في طريقِ الفهمِ والاستيعاب تعثّرت بها رسالةُ الخطيب، ودلّت على أنّ الخطيبَ لم يبلغ مرتبة النضجِ بعدُ مادامَ يركّزُ على بناءِ الوسيلةِ ولو على حساب هدم الغاية.
سماحة الشيخ – رحمه الله – كان لا يتكلّفُ الحرفَ ولا الصوت، بل يتكلّم على السجيّة والطبع:
قال – رحمه الله – :". . وما يسميه القراء أسلوبي في الكتابة ويدعوه المستمعون طريقتي في الإلقاء شيء مَنَّ الله به عليّ لا أعرفه لنفسي، لا أعرف إلاّ أني أكتب حين أكتب وأتكلم حين أتكلم منطلقاً على سجيتي وطبعي، لا أتعمد في الكتابة إثبات كلمة دون كلمة ولا سلوك طريق دون طريق، ولا أتكلف في الإلقاء رنّةً في صوتي ولا تصنّعاً في مخارج حروفي. ." .
وحقًّا كان – رحمة الله عليه – يتمتع بأسلوب سهل جميل جذاب متفرد، لا يكاد يشبهه فيه أحد، تظهر فيه العبارات أنيقة مشرقة، جميلة يسيرَة، " وهذا مكّنه أن يعرض أخطر القضايا والأفكار بأسلوب يطرب له المثقف، ويرتاح له العامي، ويفهمه من نال أيسر قسط من التعليم “.وهذا البيان والتبيين مكّنه من الاسترسال والتدرّج في الإصلاح والتغيير، ومراعاة مقتضى الحال والسامعين، وقد نصّ – رحمه الله – على قيمة هذا التدرّج والتيسير ومراعاة الحال في الخطابة عندما تحدّث عن عيوب الخطبة فقال: " .. ومن عيوبها أن الخطيب – أعني بعض منْ يخطب – يحاول أن يصلح الدنيا كلها بخطبة واحدة، فلا يخاطب الناس على قدر عقولهم، ولا يكلمهم على مقتضى أحوالهم، ولا يسير بهم في طريق الصلاح خطوة خطوة، بل يريد أن يبلغوا الكمال بقفزة واحدة، مع أن الطفرة في رأي علمائنا محال ".
ومن بصمات النضج في نهجه الخطابي: الحماسة الفيّاضة والكلمةُ الحيّةُ القويّة: فكلماته – رحمه الله – ليسَت حروفًا سقيمةً ميّتة تحتضر، وخطبُهُ ليست ثقيلَةً بارِدَةً جامِدَة مُستلّةً من الدواوين.. لا يسمعها القريبُ بَلهَ البعيد؛ بل رسائلَ حيّةً قويّةً مجلجِلَة، بنتُ زمانِها، تنبضُ بالحياة والقوّة، حماسيّة في اتّزان، شبابيّة فتيّة مؤثّرَة، فيّاضة بحبّ الحقّ والغيرة على الأمّة وقضاياها والإسلامِ العظيم.
اقرأ معي هذه الكلمات الحيّة الأبيّة التي نطقت بها شفتاهُ يومًا تحت عنوان " خطبة الحرب "  لتدرِكَ معنى الحياة والعزّةِ في خطابةِ الرجال:
قال – رحمه الله – :". . ونحن لا نبغي عدوانًا، ولا نطلبُ باطلاً، إنّنا نطلبُ الحقّ وسنحاربُ إن لم نُعطَ الحق، نحارب لا بغيا ولا ظُلما، فلا ينصر الله ظالما، ولكن دفاعا عن أنفسنا، وعن الحق، وعن كرامة الإنسان، نحارب بشيوخٍ لهم حماسة الشباب، وشباب لهم حكمة الشيوخ، ونساء لهنّ رجولة الرجال، وصغار لهم عزائم الكبار، ولئن هلك منا فوجٌ لنأتيَنّ بأفواج، ولئن صبر العدوّ يومًا لنرميَنّه بأيّام، والمستقبل لنا، وهذي بوادر النصر وتباشيره قد ظهرت.. ".
ما أعظمها من كلمات وما أجلّها، ترى كم ستفعل مثل هذه الكلمات الحيّة النابضة في العقول والنفوس والأوضاع ..؟!
وقال – رحمه الله – :". . يا أيها العرب في كل أرض، ويا أيها المسلمون تحت كل نجم، يا أيها الرجال ويا أيتها النساء ؛ لقد أزفت ساعة المعركة الفاصلة، فليحمل كل رجل منكم وكل امرأةٍ فيكم نصيبه منها، واعلموا أنّ الظفر لكم. يا أيّها المجاهدون في عُمان والجزائر والقرى الأماميّة، ويا أيّها العاملون على تحطيم آخر صنَمٍ للاستعمار في ديار العرب، اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا الله لعلّكم تفلحون ".
ما أجلّها من كلماتٍ، كتائبُ دعويّة قويّة اشتاقت إليها المنابرُ وأسماعُ المؤمنين منذ زمان.
ولذلك أنكرَ – رحمه الله – على كثيرٍ من الخطباءِ في مقتبَلِ شبابِه حالةَ الاحتضارِ التي تشهدُها خطبةُ الجمعة، ودَعا إلى النهضةِ بها وإحيائِها وتجديدِها وبعثِ الروحِ فيها، فتسبّب له ذلكَ في مشاكل مع " الأوقاف "، قال – رحمه الله- :
" وأزعجتُ بنقدي العنيف الأوقاف، إدارتها وأكثر خطباء مساجدها، فأغرتهم بي، وما كانوا في حاجة إلى إغراء، ففيما كتبت عنهم ما يكفيهم، فنزل عليّ البلاءُ من فوق المنابر، وصرتُ المثل المضروب للشابّ الأرعنِ الوقح، قليل الحياء، الذي يتطاول على العلماء ويتناول الخطباء. ."
ومن بصمات النضج في نهجه الخطابي: الصدعُ بالحقّ على ما توجبه الشريعة لا يخشى في الله لومة لائم:
وهذا الوصفُ من أخصّ خصال الخطيب وأرفعها وأزكاها، فالمساجد لله عزّ وجل، والخطباء ُ ورثةُ الأنبياء يعلّمون الناسَ دينَهم، ينطقون بالحقّ ويأمرون بالمعروف وينهون بالمنكر على ما توجبه الشريعة، لا يخافون في الله لومةَ لائم. والشيخ – رحمه الله- كان ناطقًا بالحقّ صادعًا به مضحّيًا في سبيل الإصلاح والتغيير على ما توجبه الشريعة، لا يترك فرصةً إلاّ وصدع فيها بالحقّ وفرّق جمعَ الباطل، ومواقفه في هذا كثيرةٌ لا تنحصر منها " الخطبة التي هزّت دمشق " كتبها في كتابه ( ذكريات – الحلقة 154 ) بهذا العنوان، وهي مثالٌ للصدعِ بالحقّ وإصلاح موقف الناس في موضوع التعليم والتربية وما انتهى إليه واقع المناهج في المؤسسات التربوية من انحراف وتميّع.
هذا وقد سجّل الشيخُ نصائحَ كثيرةً وإرشادات قيّمة تتعلّق بإصلاح مجال الخطابة والخطب والخطباء يمكن الاطّلاع عليها في كتابه " فصول إسلامية " تحت عناوين ( خطب الجمعة – الوعاظ والخطباء ) ففيها الخير الكثير..
أكتفي في هذا المقال بهذا القدر من بصمات التميّز والنضج في تجربة سماحة الشيخ، وهو غيضٌ من فيض، والأمرُ يحتاجُ إلى استقراء وتتبّع كل مؤلفاته ومذكراته وآثاره، وأنا على يقين أنه سيتحصّل من ذلك في رصد جهده الخطابي بحثٌ كبير..
وأخيرًا لسنا نزعمُ بهذه الكتابة في سلسلة التجارب أنَّ الشخصيّة التي نكتبُ عنها بلغَت رتبةَ الكمال في الصّنعة الخطابيّة ؛ بل حسبُها أنّها مثالٌ للنضجِ يصلح للاقتداء والتأسّي..
رحمه اللهُ تعالى، وأحلّهُ مقامًا كريمًا مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسُنَ أولئك رفيقَا.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.