حكم ترك الجماعة والجمعة لتطهير الوالد المريض

 عليك أن تصلي في جماعة المسجد، ما دام يوجد معه غيرك أثناء ذهابك. وأما كونه يتضايق إذا ذهبت : فلا يظهر أن ذلك عذر في ترك جماعة المسجد.

لكن إن كان في المرة بعد المرة، إذا رأيت تغيرا في مزاجه ، زائدا عن المعتاد ، ضيقا في نفسه ، أو نحو ذلك ؛ فنرجو ألا يكون عليك حرج ، إذا صليت بجانبه في هذه المرات ، مع الاجتهاد في استطابة نفسه ، وترضيته عن تركك له عند الحاجة ، مثل صلاة الجماعة ونحوها ، مما لا بد للإنسان منه ، وليكن عنده غيرك هذا الوقت القصير الذي تتركه فيه .
وكذلك لا يجوز لك ترك الجمعة ، إن وجد من يمرضه غيرك أثناء ذهابك ، فإن لم يوجد، فإنك تعذر في تركها، وتصليها ظهرا معه.
ويعذر هو بترك حضور الجمعة إن كان يلحقه مشقة بذهابه.
قال في "كشاف القناع" (1/ 495) : " ( ويعذر في ترك الجمعة والجماعة مريض ) ; لأنه صلى الله عليه وسلم لما مرض تخلف عن المسجد وقال مروا أبا بكر فليصل بالناس ، متفق عليه ...
(أو خائف موت رفيقه أو قريبه، ولا يحضره، أو لتمريضهما) يقال: مرضته تمريضا، قمت بمداواته، قاله في المصباح (إن لم يكن عنده) أي المريض (من يقوم مقامه) ؛ لأن ابن عمر استصرخ على سعيد بن زيد وهو يتجمر للجمعة، فآتاه بالعقيق وترك الجمعة.
قال في الشرح: ولا نعلم في ذلك خلافا" انتهى.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "تعرض ابني لمرض وتنوم بالمستشفى وأنا مرافق له وبقيت ثلاثة أشهر مضت لم أحضر فيها صلاة الجمعة بسبب ابني حيث إنه مريض وصغير في السن فما حكم ذلك؟
فأجاب رحمه الله تعالى: ليس عليك شيء ما دام الابن محتاجاً إلى وجودك معه لأن حاجة المريض إلى ممرض مما يوجب سقوط وجوب الجمعة والجماعة عن الممرض أما إذا كان يمكن أن يقوم بتمريضه أحدٌ في مدة ذهابك إلى الصلاة فإن الصلاة لا تسقط عنك في هذه الحال" انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (8/ 2).

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.