أسباب الهجرة النبوية وآثارها

عندما احتفلت مشيخة الأزهر برأس السنة الهجرية كان العدد الأول من هذه المجلة قد تم إعداده للطبع، فلم نستطيع أن ننشر فيه كل ما ألقي في تلك الليلة من الخطب القيمة. فاليوم وإن كانت المناسبة قد زالت فإننا نؤثر أن ننشر خطبة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد محيي الدين لمدرس بكلية اللغة العربية، حرصًا على ما فيها من فوائد تاريخية، وتفصيلات محلية، وبيانات اجتماعية. وهي هذه:

لعل حادث الهجرة: هجرة الرسول وأصحابه من مكة، بلدهم الذي فيه نشأوا، وموطنهم الذي درجوا منه وألفوه، وفيه أموالهم وأهلوهم، ولهم بسكناه شرف وزعامة على سائر العرب، لأن فيه حرم الله الآمن، وبيته المطهر من عهد أبيهم إبراهيم؛ مع ما جبلت عليه طبيعة العربي من حب الوطن وإلفه، والحرص عليه والذود عنه وتفديته بالأنفس والأموال؛ إلى المدينة، وهي إذ ذاك بلد وبيء معروف بالحمى، ولم يسبق لأكثرهم به عهد. لعل هذه الهجرة أظهر الأحداث في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته؛ ولعل أصحاب الرسول أنفهم كانوا يرونها بهذه المثابة ويقدرون لها هذا القدر؛ فإنا لنراهم – بعد أن انقضت إقامة الرسول بينهم بما كان فيها من جلائل الأعمال وخطير الأحداث – يعودون إليها وحدها، فيذكرونها ويتخذونها رمزًا خالدًا لحياة الإسلام، ويسجلون ذكراها في معاهداتهم ومبايعاتهم وسائر شئونهم، وما يزال المسلمون إلى يوم الناس هذا يجدون في هذا الحادث من المعنى السامي ما وجده سلفهم فيه، ذلك بأنهم يرون فيه صورة التضحية العظيمة في سبيل الحق، والمثل الواضح للجلاد الدائم في نصرة العقيدة، والاستهانة بما في الحياة من راحة ودعة في سبيل الدعوة إلى الله، ويرونه أخيرًا مبدأ الطريق للصيحة العاتية في وجه الباطل، والصريخ الملتهب لدحر الظلم والعدوان.

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه الوحي بالمنزلة التي لا يجحد فيها فضله: من أكرم قريش نسبًا، وأفضلهم بيتًا، وأحسنهم خلقًا؛ فلما جاء قومه بما عرفوا من الحق حال الحسد بينهم وبين أتباعه وتصديقه؛ فعتوا على الله ولجوا في كفرهم وعنادهم، وظهر ما كان مستورًا من العداوات القديمة التي كانت بين بطون قريش وبني هاشم، وقام رءوس بني عبد شمس يظاهرهم رءوس بني مخزوم وغيرهم؛ فأخذوا يؤرثون العداوة ويثيرون الحفائظ، ويصدون الناس عن الاستماع لدعوة النبي؛ فيقول أبو جهل الحكم بن هشام المخزومي: «تنازعنا نحن وبني هاشم الشرف: أطعموا فأطعمنا، وحمولوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك مثل هذه؟! والله لا نؤمن به أبدًا».

لم يكونوا يشكون في صدقه؛ لأنهم لم يجربوا عليه كذبًا قط، ولأنه ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله، ولأن هذا الكتاب الذي يتلوه عليهم ويدعوهم إلى الإيمان به مما لا عهد لآذان بسماع مثله؛ ولكنهم يخافون  أن يظهر أمره، ويخشعون إن آمنوا به أن ينبه ذكره فيخمل لهم من ذكر؛ فكانوا إذا خلا بعضهم إلى بعض اعترفوا بالحق وذكروا وجه الصواب فيه؛ فإذا صاروا في ملأ من الناس كذبوا على أنفسهم وعلى الناس ورموه بالسحر والكهانة والشعر والجنون، وفي ذلك يقول لهم النضر بن الحارث: «يا معشر قريش: إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة قط، قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا، وكان أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانة؛ حتى إذا رأيتم صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم: ساحر، لا والله ما هو بساحر؛ لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم؛ وقلتم: كاهن، لا والله ما هو بكاهن؛ لقد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم؛ وقلتم: شاعر، لا والله ما هو بشاعر، لقد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها؛ وقلتم: مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا سوسته ولا تخليطه؛ يا معشر قريش، انظروا في أمركم، فإنه والله قد نزل بكم أمر عظيم».

حاولوا أن يغروه أول الأمر بمتاع الحياة الدنيا وزينتها ليرجع عما يباديهم به من الدعوة إلى توحيد الله؛ فيقول له عتبة بن ربيعة: «إن كنت إنما بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تريد به شرفًا سودناك علينا فلا نقطع أمر دونك؛ وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك» فلا يجيبه على ذلك إلا إجابة الساخر بما عرض عليه، الموقن بانتصار حقه، على باطلهم، يتلو عليه القرآن، وفيه الدعوة إلى اله والتحذير من عقابه وتسفيه عقول قومه، فيقول: له: «قد أفرغت يا أبا الوليد؟» فيقول: نعم قال: «فاستمع مني» قال: أفعل، قال: {بسم الله الرحمن الرحيم * طسم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنًا عربيا لقوم يعلمون * بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون * وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون * قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون}. فإذا انتهى من قراءة السورة قال له: «قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت؛ فأنت وذاك».

ثم يرفعون أمره إلى عمه أبي طالب يظاهره ويدفع عنه، ويعرضون على عمه مثل ما عرضوه عليه، ثم يخوفونه عقابه تماديه في نصرة ابن أخيه، فيقول له عمه: «يا ابن أخي، إن قومك قد جاءوني في أمرك، فابق عليَّ وعلى نفسك» فيقول له: «يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته» ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك عمه وقد ظن أنه خاذله، فناداه عمه ثم قال له: «اذهب أي ابن أخي فقل ما أحببت، والله لا أسلك لشيء أبدًا».

فإذا يئسوا من إغرائه وعلموا أنه صلب القناة، وأنه في طريقه غير آبه لما يتهددونه به، دافعوا بالقوة والكيد والقطيعة؛  فأغروا به سفهاءهم فنالوه وأصحابه بالأذى، وأعلنت بطون قريش مقاطعة بني هاشم، وكتبوا بذلك عهدًا علقوه في الكعبة توثيقًا لأمره بينهم؛ فكان لا يصل شيء إلى بني هاشم إلا سرًا يستخفى  به من أراد صلتهم من قريش؛ ومشوا إلى أختان رسول الله فأمروهم أن يطلقوا بناته ليشغلوه بهن؛ وهو لذلك كله صابر رابط الجأش شديد الثقة بالله، عالم أنه لا بد ناصره ومؤيده، وهو لا يفتأ بأمر أصحابه وقومه بمثل ذلك  من الصبر ورباطة الجأش.

فإذا رأت قريش أن ذلك كله لا يفت في عضده ولا يهن من قوته وعزمه، بيتوا قتله؛ ولد هموا بذلك أكثر من مرة، ولكن الله تعالى منعه في كل مرة مما يريدون؛ فقد اجتمع يومًا جماعة منهم، فقال أبو جهل بن هشام: «يا معشر قريش، إن محمدًا قد أبى إلا ما ترون: من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدًا بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه، فأسلموني عند ذلك أو لا منعوني؛ فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم». فقالوا: «والله لا نسلك لشيء أبدًا، فامض لما تريد». وأبى الله تعالى عليه ما عقد نيته عليه؛ وأتت أم جميل حمالة الحطب زوج أبي لهب وفي يدها فهر من حجارة تريد أن تلقيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما هو إلا أن بلغت المسجد حتى أخذ الله بصرها فلا ترى إلا أبا بكر رضي الله عنه، فتقول: «يا أبا بكر: أين صاحبك؟ فوالله لو رأيته لضربت بهذا الفهر فاه».

وقد كان يشجعه على احتمال هذا الأذى والصبر على ما ينالونه به من المكاره عمه أبو طالب، وكان له عضدًا وحرزًا في أمره، وكان له منعة وناصرًا على قومه؛ وزوجه خديجة بنت خوليد التي كانت تواسيه وتدعوه إلى الجلد والصبر، فلما ماتا واشتد إيذاء قريش له، وتفاقمت شرورهم عليه، ونالوا منه بعدهما ما لم يكونوا ليفعلوه، فكر في الرحلة عنهم، وتمنى أن يؤذن له بالانتقال؛ وأراد الله به وبدينه خيرًا؛ فبدأ أول الأمر بعرض نفسه على قبائل العرب؛ فكان يخرج إليهم في مواطنهم أحيانًا، ويتلقاهم في مواسم الحج أحيانًا أخرى؛ وكان أهل يثرب من الأوس والخزرج أسرع الناس إلى قبول دعوته، لأنهم كانوا قد عرفوا بعض شأنه مما كان اليهود يحدثونهم به؛ فما هو إلا أن ذكر لهم أمره ودعاهم إلى الإيمان به، حتى قال لبعضهم لبعض: «يا قوم: تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود، فلا يسبقنكم إليه».

فأجابوه إلى ما دعاهم إليه وصدقوه، وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، ورجوا أن يؤلف الله به بين قلوبهم؛ فلما اعتزموا العودة إلى يثرب أرسل معهم مصعب بن عمير بن هاشم، وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الدين، فكان له أثر عظيم في دعوة أهل المدينة إلى دين الله؛ فلما كان الموسم من العام الثاني لقي النبي ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان من أهل المدينة، فدعاهم إلى الله ورغبهم في الإسلام، وتلا عليهم القرآن، وبايعهم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وألا ينازعوا الأمر أهله، وأن يقولوا الحق أينما كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، فلما تم له ذلك وأصبح له أنصار في بلد آخر يرحل إليهم ويأنس بهم؛ ويطمئن إلى جوارهم، ويمتنع بهم ممن أرده بسوء، اطمأن إلى الهجرة، وأمر أصحابه الذين كانوا يؤذون في مكة بأن يهاجروا، وقال لهم: «إن الله قد جعل لكم إخوانًا ودارًا تأمنون بها». فخرجوا أرسالاً، وأقام هو بعدهم ينتظر إذن الله له بالخروج.

ولم يكن مشركو قريش يحبون أن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه من بين أظهرهم، لأنهم كانوا يحذرون عاقبة هذه الهجرة؛ فكانوا كلما رأوا جماعة من أصحابه خرجوا من مكة، حاولوا إعادتهم ليؤذوهم ويفتنوهم عن دينهم إن استطاعوا؛ فإن أفلتوهم أخذهم القلق وساورتهم المخاوف. ولد اجتمعوا يتشاورون في ويديرون الرأي فيه؛ فقال أحدهم: «احبسوه في الحديد، وأغلقوا عليه بابًا ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله من الموت». فأجابوه: «والله ما هذا لنا برأي، لئن حبسنه كما تقول ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقنا دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا علينا فينتزعوه من بين أيدينا ثم يكاثرونا به حتى يغلبوا على أمرنا». وقال قائل منهم: «نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلادنا، فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع». فقالوا: «والله ما هذا لنا برأي، ألم ترو حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به؟ والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه ثم يسير بهم إليكم». وإذ ذاك ينبري أبو جهل من بين القوم فيقول: «أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى جليدًا نسيبًا وسيطًا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفًا صارمًا، ثم يعمدوا إليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه؛ فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعًا، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا، فرضوا منا بالعقل، فعقلناه لهم» فإذا سمعوا ذلك من أبي جهل وافقوا عليه، وتفرقوا وهم مجمعون له؛ ولكن الله يريد أن ينصر رسوله ويؤيده ويظهر دينه فيأذن لرسوله بالخروج فيخرج وهم ببابه راصدون له متهيئون لتنفيذ قرارهم فيأخذ الله بأبصارهم فلا يرونه.

وكان الذي خافت قريش أن يكون، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ولو أخرجوه كما قال قائلهم لكان أشرف لهم وأبقى على سمعهم، وعصمه الله منهم فلم ينالوا منه ما طمعوا فيه. وكانت لهذه الهجرة المباركة آثارها التي توقعوها، وآثار أخرى لم تكن تخطر لأحد ببال؛ فقد أصبحوا يخافون أهل المدينة وهم في طريقهم في تجاراتهم إل الشام. وهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. يزيدون كل يوم، وهذا رسول الله بحسن حديثه وكريم أخلاقه وسمو مبادئه ونبل غايته، يفعل في نفوس العرب وعقولهم فعله؛ وحبه يجري منهم مجرى الدم من العروق، حتى إن أحدهم ليرى الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين؛ ويقظتهم لما يأتي به وحرصهم على معرفة مبادئه تبلغ الغاية التي لا مطمع وراءها، فهم يحصون ألفاظه ويحيطون بأحواله كلها، فلا تغيب عن وعيهم حركة من حركاته. وللنبي وأصحابه في كل حين صرعى من صناديد الشرك وأبطال الضلال، وأخيرًا يجيء هذا الذي آذوه وألبوا عليه وألجأوه إلى الفرار بدينه فيقتحم عليهم مكة ويدخلها، كما كانوا يخافون، بمن اجتمع إليه من قبائل العرب.

وكان من آثار هذه الهجرة أن هدأت الحال، وأصبح للمسلمين وجود اجتماعي؛ فأطرد نزول الوحي على الرسول يضع له ولأمته أسمى ما عرفته الإنسانية إلى يوم الناس هذا من قوانين العدل والمساواة والحرية؛ فألف بين قلوب أهل دعوته فأصبحوا بنعمة الله إخوانا، هذب نفوسهم وراض ما صعب من أخلاقهم، وجنبهم حمية الجاهلية الأولى، وجعل رابطة الدين والعقيدة فوق كل رابطة، وسوى بينهم في الحقوق والواجبات، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، وجعل الكبير صغيرًا حتى يؤخذ الحق منه، والصغير كبيرًا حتى يؤخذ الحق له؛ وضمن حماية العقل والنفس والمال، وحذر من الفحشاء والمنكر والبغي، ودعا إلى الإخلاص في السر والعلن، ولم يترك مبدأ ساميًا إلا أخذ الله نبيه منه بأوفر حظ، وأرشده إلى المثل الأعلى فيه.

فإذا اختفى المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى هذا الحادث فإنهم إنما يذكرون أثره العظيم في بناء هذا الدين، ويذكرون مع ذلك عزيمة قائدهم الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعزيمة أصحابه رضوان الله  تعالى عليهم، تلك العزيمة الماضية التي أبت أن تخضع لغير الحق، واعتصمت بالله وحده، فأخذ لله بناصرها حتى بلغ بها أسمى مكان.

ونحن نضرع إلى الله تعالى في مستهل هذا العام أن يجعله مقرونًا باليمن والبركة على مصر وسائر بلاد المسلمين، وأن يؤيد برعايته حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول، وأن يوفق رجال حكومته إلى ما فيه خير الأمة وسعادتها، آمين.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.