كيف يطوع الإمام التقنية الحديثة في نشر رسالة المسجد؟

لاشك في أن وسائل التقنية الحديثة والشبكة العنكبوتية قد أحدثت ثورة هائلة في أسلوب ونمط الحياة، حيث فرضت مواقع التواصل الاجتماعي نفسها كمفردات مهمة في حياة الناس، لذا فإنه من الضروري أن يواكب إمام المسجد لغة العصر، ولا يفوت الفرصة للاستفادة من هذه الوسائل في تفعيل أنشطة المسجد، وجذب الشباب إلى المسجد لأداء الصلوات والمشاركة في الفعاليات المختلفة، كخطوة أولى نحو تفعيل دور المسجد في البيئة المحيطة، وتعزيز دوره المعروف في المجتمع المسلم.

وإذا كانت رسالة المسجد هي رسالة الإسلام، فما الذي يمنع من تطويع التقنية الحديثة لخدمة أغراض وأهداف المساجد، وأن تكون هذه التقنية هي قنطرة التواصل بين المسجد والمسلمين وخاصة الشباب، سواء في منطقة المسجد أو الدولة التي يقع فيها المسجد أو العالم كله.  

وفي هذا الإطار، يقول إمام مسجد السلطان في الرياض الشريف هاشم النعمي، إن وسيلة الإنترنت أصبح تجذب الناس ويتابعون الأنشطة من خلالها، فلماذا لا يكون للمساجد مواقع تنشر من خلالها أنشطتها ودروسها، ويكون فيها جذب لحضور الدروس للشباب، كما هو حال بعض المساجد التي قطعت شوطاً كبيراً في ذلك، وأصبح لديها مكتبات تتبعها يأتي إليها الباحثون من كل مكان كما هو حال جامع شيخ الإسلام ابن تيمية في مدينة الرياض، الذي يعد من المساجد الكبيرة التي تقوم بدور اجتماعي كبير، حيث لديهم موقع على الإنترنت فيه خدمة كبيرة لطلاب العلم يستفاد منها في البحوث والدروس وغير ذلك من الأمور التي تعود على الناس بالفائدة.

الحصول على دورات تدريبية:

لكن الملاحظ أن هناك عدد من العوائق التي تعترض طريق الإمام في سبيل استخدام وسائل التقنية الحديثة في استعادة دور المسجد أو نشر رسالته، وأبرزها قلة العلم باستخدام الحاسوب، فهناك بعض الدول التي يعاني فيها الائمة من تدنى مهارات استخدام الحاسب الآلي، نظراً لاقتصار معرفتهم على العلم الشرعي والفقهي، وهذه ليست بالمعضلة، خاصة أن حلها يتطلب فقط الحصول على دورة تدريبية على كيفية استخدام الحاسوب، وتعلم مهارات التعامل معه.

ويمكن للإمام كذلك الحصول على دورات في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تحقيق رسالة المسجد، وأن يحسن استغلال الفضاء الالكتروني في التوعية بأهمية بدور المسجد، وكذلك أنشطته الاجتماعية، لحث الناس وخاصة الشباب على المشاركة في هذه الانشطة، مثل رعاية الأيتام، القوافل العلاجية، حلقات تحفيظ القرآن ..إلخ.

أفكار جديدة مبتكرة:

وإذا تمكن الإمام من استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فيستطيع أن يساهم بصورة كبيرة في ترقية مكانة المسجد في المجتمع، وأن يجذب الناس إلى أنشطته وفعاليته، ويفضل بأن يكون للمسجد موقعاً إلكترونياً شاملاً، يقدم كل المعلومات عن المسجد، ويقيم جسراً من التواصل بين المسجد والمسلمين في كل مكان.

وإن عجز الإمام عن الهدف لسبب أو لآخر، فإنه يمكن الاستفادة من ما تقدمه الشبكة العنكبوتية من معلومات وفتاوى موثقة لكبار العلماء، والقيام بطبعها ونشرها في المسجد، حتى يستفيد منها من ليس لديه القدرة على استخدام وسائل التقنية، خاصة كبار السن.

وكذلك الإطلاع على تجارب الائمة والدعاة والاستفادة منها في تطوير ذاته، واختيار أفضل الوسائل المناسبة لبيئة المسجد منها، وأن يطلع على الكتب والمراجع التي ربما لا تتوافر لديه.

وبما أن شبكة الانترنت أصبحت رافداً هاماً من روافد المعرفة في عصرنا الحالي، فقد وفرت للإمام إمكانية أن يطلع على ما يشاء من العلم، وأن يثقف نفسه باستمرار، بالإضافة إلى استخدامها لتبادل الآراء والاتجاهات، عبر المنتديات الالكترونية، حيث إن ظهور اتجاه عام لدى أبناء الحي من رواد المسجد والمشاركين في المنتدى قد يؤدي للتنبه لبعض المشكلات غير المتوقعة كظهور نزعة تعصب لدى بعض الزوار، أو فهم الإسلام فهماً خاطئاً، أو ظهور سمات سلبية... إلخ.

 

 

 

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.