النصوص الشرعية في الدروس العلمية والوعظية

 إنَّ أفضل ما تُحلَّى به الدروس، وتُزيَّن به المواعظ: النصوصُ الشرعية من كتاب الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والآثار النبوية الصحيحة، وهي تُغني وتعبر عن ألفاظ عدَّة، بل جُمَل كثيرة، بل كتب جمَّة، كيف لا؟ وقد جعل الله في آياته الشفاء والنور والهداية، وجعله كتابًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وهو القرآن الذي لا تَزِيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن.

كذلك آتى نبيَّه صلى الله عليه وسلم جوامعَ الكلم، وفواتح العلم، وهو الوحي الثاني بعد القرآن الكريم؛ يُفسِّر مُجْمله، ويُقيِّد مطلقه، ويوضح مُبْهَمَه.
ولذا على الواعظِ والخطيب أن يُكثِر في دروسه من الاستشهاد بكلام اللهِ تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والاستدلال بهما، ليُؤيِّده الله ويثبِّته، ويجعل على لسانه الحجة القوية، والبرهان الجلي، ويشرح صدره ويجعل لكلامه وقوله القبول والتأثير، ويكتب له التوفيق والسداد، والأجر والثواب.
ومن فوائد الاستدلال بالنصوص الشرعية من كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال وآثار الصحابة الكرام:
• أنها توصل إلى المقصود، وتدل على المطلوب، من أقرب الطرق وأخصرها؛ لأنها واضحة المعاني، قوية المباني، وهي تردُّ على تحريف الغالين، وانتحال المُبطِلين، وتأويل الجاهلين، بأقوى الأدلة، وأبينِ الحجج، وأوضحِ البراهين.
• أنها تُؤثِّر في قلوب السامعين، فتُحرِّك مشاعرهم، وتلهب حماسهم، وتنبِّه غافلهم، وتذكِّرهم بمآلهم ومرجعهم، وتعرِّفهم بقرب آجالهم، وتحثُّهم على عمل الخيرات، وتزجرهم عن فعل المنكرات أعظم بكثير من الكلام والإنشاء الطويل.
وتأمَّل معي موعظةً صغيرة كيف أثرت في قلوب الصحابة، فجعلَتْهم يخشعون ويبكون، فعن أبي نجيح العِرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: وعظَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موعظةً، وَجِلَت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودِّع فأوصِنا، قال: ((أُوصِيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبدٌ، وإنه مَن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة)).
• أن النصوص الشرعية هي في الحقيقة سلاح الداعية وعُدَّتُه، وغايته وهدفه التي يتزوَّد منها، ويواجه بها مَن يُخاطِب ويرشِد، فإن خانه التعبير أو تلعثم لسانه، وحصل له التغيير، وجد من آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم - ما يُسعِفه وينقذه، ويُقوِّي ذاكرته وحافظته، فيتم حديثه ووعظه، ويستمد منها القوة البيانية، والحجة البلاغية، فيمضي بعد ذلك في حديثه مسترسلًا، ويستمر في وعظه منشرحًا، قرير العين، ثابت الجأش، تارة مذكِّرًا محذرًا، وأخرى مبشرًا مؤملًا.
• أن النصوص الشرعية واضحةُ المعاني كما سبق، ينتفع منها العالم والمتعلم، والكبير والصغير، ويفهم مرادها ويعلم مقاصدها، والعمل بمقتضاها سهلٌ ويسير على مَن يسَّره الله عليه.
وقد يحتاج الداعية والمرشد أحيانًا إلى توضيح المقصود إذا التبس على بعض الناس، وخاصة المبتدئين؛ مثل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة))، فيأتي من النصوص القرآنية والآثار النبوية أيضًا ما يكشف هذا اللبسَ الحاصل، ويوضح المقصود، ويُبيِّن للمستمع أن قولها لا بد أن يقترن بالإخلاص والعمل بمقتضاها، ويشهد بها عالمًا بمعناها وما تدل عليه وترشد إليه، كما جاء ذلك موضَّحًا في روايات أخرى من الحديث.
• أن الداعية مهما بلغ من الحُجة والبيان، وفصاحة الكلمة واللسان، ووضوح الحجة والبرهان، فلن يمكنه أن يستغني عن السُّنة والقرآن، وما يدلَّانِ عليه من الهدى والفرقان، كيف وكلام الأئمة والفقهاء، وحديث الوعَّاظ والخطباء، وبيان المرشدين البلغاء - مستمَدٌّ من إرشادات القرآن، ودلالات النور وآيات الفرقان؟ وأيُّ واعظٍ وخطيب يخلو وعظه من آيات الله البينات والمحكمات الواضحات، فلن يُوفَّق في إرشاده، أو يسدَّد في قوله وبيانه.
ملاحظة:
عند الاستدلال بآيات من كتاب الله تعالى، ينبغي على المحاضر أن يتلوَها بتمعُّن، ويقرأَها بتدبُّر وتفكر؛ لأن ذلك أدعى إلى التأثير، وأقوى في التعبير، وينبغي أن يستعين في معرفة مراد الله تعالى بالكتب النافعة في تفسير الآيات القرآنية؛ مثل "تفسير ابن كثير" رحمه الله، فإن أراد الحديث عن التوبة وفضائلها، وما تكفره من ذنوب وخطايا، اختار قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ... ﴾ [النساء: 48]، وبيَّن أنها مقيِّدة لما أطلق في الآية الأولى، وهكذا بقية المواضيع ينسج على منوالها، ويسير على مشكاتها.
وفي الآثار النبوية يكون الاعتماد على الأحاديث الصحيحة، دون الضعيف أو الموضوع، ومن الكتب النافعة للواعظ كتاب "رياض الصالحين من أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم"؛ فهو مادة خصبة لدروس الواعظ، وكذا شرحُه للعلامة ابن عثيمين؛ للاستفادة من الفوائد والفرائد التي يذكرها الشيخ رحمه الله عقب كل حديث.
وهذا نموذج لدرس وعظي عن أهمية الصلاةِ وعظم شأنها، وسيلاحظ القارئ كيف أن النصوص الشرعيةَ والآثار النبوية غنيةٌ بالمعاني والدلالة التي تجمع بين مجالات الحياة المختلفة وأمور الآخرة، المرتبطة بالأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وأنه ما من خير إلا وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يدل عليه، ويرشد إليه بصريح العبارة ومنطوقها، أو إشارة النصوص ومفهومها.
أهمية الصلاة وعظم شأنها:
إن الإسلام عظَّم شأن الصلاة، وأعلى مِن مكانتها؛ قال تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]؛ فهي أعظم ركن بعد الشهادتين، وهي عمود الإسلام والدين، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجِّ البيت، وصوم رمضان))؛ متفق عليه.
وهي أول ما يحاسَب عليه العبد من أعماله كلِّها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ أولَ ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاتُه؛ فإن صلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسَدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: انظروا، هل لعبدي مِن تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك)).
وهي آخر ما وصَّى به نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يفارق هذه الحياة راضيًا مطمئنًّا: ((الصلاةَ الصلاة، وما ملكت أيمانكم)).
أيها الإخوة الأحباب، إن الصلاة معناها في اللغة الدعاء، قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103]، وفي الشرع الحنيف: عبارة عن أقوال وأعمال مخصوصة، في أوقات مخصوصة، تبدأ بالتكبير، وتختم بالتسليم.
إخوة الإسلام والإيمان: إن الصلاة إذا حافظ عليها المسلم، وأدَّاها في وقتها، وحافَظ على خشوعها وركوعها وآدابها وسننها، أثمرت ثمارًا في حياته وبعد مماته؛ فمن ذلك:
1- أنها سبب لتكفير السيئات ومحو الخطايا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم، يغتسل منه كلَّ يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟))، قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: ((فذلك مثَل الصلوات الخمس، يمحو الله بهنَّ الخطايا))؛ متفق عليه.
2- ومن فوائد الصلاة وأثرها على المسلم أنها نور له في دنياه وآخرته، تطهِّره من الأخلاق الذميمة، وتزكِّيه بالأخلاق والفضائل الزكية العظيمة: فعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأان - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نورٌ، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجَّة لك أو عليك، كلُّ الناس يغدو فبائعٌ نفسه؛ فمُعتِقها أو مُوبِقها))؛ رواه مسلم.
3- ومن فوائد الصلاة أنها تحط الخطايا، وتمحو آثارها وتَبِعَاتها: فعن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رجلًا أصاب مِن امرأة قُبْلَة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبَره، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، فقال الرجل: يا رسول الله، أَلِي هذا؟ قال: ((لجميع أمتي كلهم)).
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مكفِّراتٌ لِمَا بينهن ما اجتُنبت الكبائر))؛ رواه مسلم.
فمَن حافظ على الصلاة، فهو لِمَا سِواها أحفظ؛ كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين كتب إلى عماله: إن أهمَّ أمرِكم عندي الصلاة، فمَن حفِظها وحافظ عليها، حفِظ دينه، ومَن ضيَّعها، فهو لِمَا سواها أضيع.
إخوتي الكرام، والحفاظ على الصلاة يكون بأدائها في وقتها الذي حدَّده الشارع الحنيف، فلا يجوز أن تُصلَّى الفريضة قبل الوقت ولو بدقيقة، ولا أن تُؤدَّى بعد فواته، بل إن الإسلام جعل تأخير الصلاة عن وقتِها من الكبائر الموجِبة لسخط الله وعقابه، وقد سُئل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإعمال أحبُّ إلى الله؟ فقال: ((الصلاة على وقتها))، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103].
ولَمَّا حضر أبا بكر الصديق الموتُ، دعا عمر فقال له: "اتقِ الله يا عمر، واعلم أن لله عملًا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملًا بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تُؤدى فريضته".
فأمَّا مَن نام عن صلاةٍ أو نَسِيَها، فقد قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ (‏(‏مَن نام عن صلاة أو نَسِيَها، فليُصلِّها إذا ذكَرَها؛ فإن ذلك وقتها)‏)، وليس التفريط في النوم؛ وإنما التفريط في اليقظة، فليجعل المسلم ما ينبهه ويوقظه للصلاة؛ لئلا يفوته وقتُها‏‏.
ومن المحافظة على الصلاة أن تؤدَّى في المسجد وبيوت الله؛ حيث يُنادَى بها: حيَّ الصلاة، حي على الفلاح، ولا يصلي في بيته من غير عذرٍ عذره الله به؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الرجل في الجماعة تضعُفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاةُ، لم يخطُ خطوةً إلا رُفعت له بها درجة وحُطَّ عنه بها خطيئة، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تصلِّي عليه ما دام في مُصلَّاه: اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاةٍ ما انتظر الصلاة)).
وعن عبدالله بن مسعود قال: "مَن سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهن؛ فإن الله شرَع لنبيِّكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى".
وأخيرًا، فمِن المحافظة على الصلاة أن تؤدى باطمئنان؛ لأنه ركن من أركان الصلاة، كما قرر العلماء والفقهاء، فلا يجوزُ للمسلم أن ينقرَ الصلاة كنقرة الغراب، وليطمئن في ركوعه، وقيامه من الركوع، واعتداله وسجوده، وجلوسه في التشهد، وليتدبَّر ما يتلوه الإمام إن كان مؤتمًّا، ولا يكون همه آخرَ الصلاة، فيفقد من الصلاة حلاوتها والأنس بها، والراحة بها؛ كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ((جُعِلَت قرة عيني في الصلاة))، وقد بيَّن الله ثواب الخاشعين المحافظين على الصلاة، فقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11].

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.