المسلمون في الهند .. تاريخ أموي وهوية مهددة بالذوبان

 دخل الإسلام إلى الهند في عهد الدولة الأموية عام 92 هـ على يد "محمد بن قاسم" أثناء الفتوحات المعروفة في التاريخ الإسلامي بفتوحات السند، وعلى مدى قرون طويلة ظل المسلمون في شبه القارة الهندية أمة واحدة، ومع نهاية الاحتلال البريطاني الذي استمر حوالي مائتي عام انقسمت الهند عام 1947م إلى دولتين هما الهند وباكستان التي كانت تضم آنذاك بنغلاديش، ونتيجة لذلك التقسيم ظهرت على مسرح الأحداث السياسية مشكلة إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان.

 

ويقدر عدد المسلمين في الهند بحوالي 220 مليون نسمة, أي حوالي 16.00% من سكان الهند.

 

وينقسم مسلمو الهند إلى قسمين هما: مسلمو الشمال ويتبعون المذهب الحنفي ويتكلمون اللغة الأردية والبنغالية، ومسلمو الجنوب ويتبعون المذهب الشافعي ويتحدثون اللغة التامولية، ورغم كبر حجم الأقلية المسلمة في الهند (16%)، فإن نسبة تمثيلهم في مؤسسات الدولة لا تتعدى 1%.

 

ومن أبرز المشكلات التي تواجه مسلمي الهند، النزاعات بين الهندوس والمسلمين والتي كان من أعنفها أحداث آسام عام 1984 التي أسفرت عن مجازر راح ضحيتها آلاف المسلمين، وأحداث هدم المسجد" البابري" في 6 ديسمبر1992م حيث وقعت اشتباكات بين المسلمين وأعضاء حزب" شيوسينا الهندوسي المتعصب" سقط فيها الآلاف من كلا الجانبين.

وتعتبر الهوية الثقافية الإسلامية مهددة بالذوبان في المجتمع الهندي الذي يغلب عليه الطابع الهندوكي، ويقول المسلمون الهنود إن الحكومة تحاول تكريس هذا الطابع في المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية.

 

وبناءا عليه فقد بذل مسلمو الهند جهودا كبيرة - خاصة في بناء المؤسسات التعليمية- من أجل الحفاظ على هويتهم الإسلامية، إلا أن ثمار هذه الجهود لا تصل إلى مستوى الطموح لقلة الإمكانيات في المؤسسات التعليمية الإسلامية وعدم الربط و التنظيم بين المؤسسات والجماعات الإسلامية في، وانخفاض متوسط الدخل السنوي لمعظم أفراد الأقلية،حيث يعيش أكثر من 35% من سكانها تحت خط الفقر.

وهنالك العديد من المعالم الإسلامية في الهند, بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المساجد، ومن أشهرها مسجد " قطب منـــار" وهو يقع بالقرب من دلهي، وتعتبر منارته الأطول من نوعها في الهند وثان أطول المنارات في تاريخ العالم الإسلامي بعد منارة "الجيرالدا" في أشبيلية.

 

يضم المجمع مبان أخرى ويستقطب إليه جموعا كبيرة من السياح كل عام، وقامت منظمة اليونسكو بإدراج المعلم في قائمة التراث العالمي.

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.