الخيام بدلا عن المساجد لصلاة الغزاويين
"كلما هدمنا لهم مسجدا بنو خيمة لهم للصلاة فيها .. إنهم لا ييئسون أبدا "
شهادة جندي صهيوني من المشاركين في الحرب على غزة تكشف إلى أي حد تستهدف قوات الاحتلال عن عمد دور العبادة بالقطاع المحاصر منذ أعوام .
وعلى الرغم من أن الاحتلال دمر نحو ستين مسجدًا كليا، و150 مسجدا بشكل جزئي، لم يستطع إثناء الغزاويين عن الصلاة في جماعة بشهادة العدو نفسه .
ومن المساجد التي تحولت إلى ركام ، مسجد الإمام الشافعي الذي دمره الجيش الإسرائيلي خلال العدوان المستمر على قطاع غزة، وبعد أكثر من نصف قرن عاشها المسجد الذي أصبح أثرا بعد عين، ملتقى لكل الفلسطينيين ، بنى أبناء غزة مكانه خيمة للصلاة نصبها المصلون في إحدى ساحات المسجد ليواصلون الصلاة فيه مؤكدين أن المسجد -الذي بني من قوت الفقراء- سيعاد بناؤه أفضل مما كان.
ويضم المسجد -الذي كان يتربع على مساحة 6500م2- أكبر مركز لتحفيظ القرآن بقطاع غزة، وخرّج أكثر من 250 حافظا للقرآن، ويحتضن مقرات للجنة الشرعية لحقوق الإنسان، ورابطة علماء فلسطين، ولجنة إصلاح ذات البين، ولجنة زكاة الزيتون في طوابقه الثلاثة.
وتظهر إرادة الفلسطينيين جلية في تحدي العدوان، إذ إن المصلين في مسجد الإمام الشافعي -الذي بني في ستينيات القرن الماضي- لم يفوتوا أي صلاة فيه بعد قصفه، فيما معناه أن الإسرائيليون لم يستطيعوا أن يخرسوا كلمة "الله أكبر" رغم تدمير المساجد.
شهداء الأقصى
ولم يختلف حال مسجد "شهداء الأقصى" -الذي بني مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000م وسمي باسمها- كثيرا عن سابقه، حيث ألقت الطائرات الإسرائيلية عليه صاروخين ثقيلين فسوت معظمه بالأرض، لكن مئذنته بقيت شامخة ولم تسقط.