أين طريق التوبة؟

 

أريد التوبة إلى الله توبة صادقة مخلصة مش عارف كيف أبدأ بها وما هو الدعاء الذي أدعو به لمن لديه القدرة على مساندتي بالتوبة إلى الله بكل شيء جزاه الله كل خير، أنا مريض نفسياً وأريد الرجوع إلى أرحم الرحمين أنا أذنبت كثيراً وخصوصاً بسماع الأغاني ونشرها عبر المواقع أريد واحد ابن حلال يكتب لي الله التوبة على يديه بانتظاركم بأقرب فرصة الله يرحم والديكم ووالدينا ووالدي جميع المسلمين والمسلمات يا رب.

 

أجاب على السؤال فضيلة الشيخ/ خالد بن حسين بن عبد الرحمن

الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير.

والصلاة والسلام على سيد التائبين القائل " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة "([1]). صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

من موقع دليل المسجد إلى الأخ الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً ومرحباً بك أخي الكريم بتواصلك معنا عبر موقعك موقع دليل المسجد.

أخي الكريم سرني جداً إصرارك على التوبة والرجوع إلى الله، والاعتراف بالذنب، والندم على ما فعلت من معاصي وآثام، فالندم في حد ذاته توبة كما قال صلى الله عليه وسلم " الندم توبة " ([2]).

فما أجمل أن يستشعر الإنسان أنه مذنب ويريد العودة والرجعة والإنابة إلى الله، هذا إن دل فإنما يدل على حياة القلب، ولكن لا بد من استثمار هذا الشعور وتنميته وترجمته إلى ترجمة فعلية، ويكون ذلك بتطبيق شروط التوبة التي حددها أهل العلم يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " رياض الصالحين " [ باب التوبة " قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى، لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط: أحدها أن يُقلع عن المعصية. الثاني: أن يندم على فعلها. والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً، فإن فقد أحد الشروط الثلاثة لم تصح توبته.

وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة المتقدمة والرابع: أن بيرأ من حق صاحبها- بمعنى أن يرد الحقوق والمظالم إلى أصحابها-فإن كانت مالاً أونحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب وبقي عليه الباقي، وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على وجوب التوبة ] أ. هـ . كلامه رحمه الله.

ثم ذكر رحمه الله تعالى نصوصاً من الكتاب العزيز وصحيح السنة النبوية والتي تحث على التوبة وتحض عليها، وذكر شيئاً يسيراً من قصص التائبين والتائبات أنصحك بالرجوع إلى هذا الكتاب لقراءته فإن فيه النفع والفائدة لك بإذن الله تعالى.

كما أنصحك بقراءة كتاب التوابين للإمام ابن قدامة المقدسي، فإن هذا الكتاب نافع جداً في هذا الباب ولا بد أن تعلم أخي الكريم أن من الأسباب التي تعين على التوبة بعد الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بأن يوفقك للتوبة الصادقة بهجر المعاصي وأماكنها، وكذلك الأشخاص الذين يفعلون المعاصي، واستبدال كل هذا ببيئة صالحة، وصحبة طيبة من أهل الخير والصلاح كما في قصة الرجل الذي قتل مائة نفس فأرشده العالم الذي استفتاه بأن يترك هذه البلدة التي قتل فيها هذا العدد، ويهجر أهل الشر والفساد، ويذهب إلى قرية أخرى ويصاحب أناس صالحون يعبد الله معهم، يعينوه على الطاعة إذا فعل، ويذكروه إذا نسي، وأنصحك بقراءة كتيب " أريد أن أتوب ولكن .." لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح المنجد -حفظه الله تعالى-، ويمكن لك الحصول على هذا الكتيب عن طريق موقع الشيخ وهو موقع الإسلام سؤال وجواب.

أما ما ذكرته بخصوص ما تعاني منه من أمراض نفسية نسأل الله لنا العافية ولك الشفاء العاجل، وأنصحك أخي المبارك بمراجعة طبيب أو معالج نفسي يستطيع أن يقدم لك العون في ذلك.

هذا والله أعلم وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ونسعد بتواصلك معنا عبر موقعك دليل المسجد.

 


[1] . أخرجه البخاري (6307) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] . أخرجه أحمد في المسند (3568) وابن ماجة(4252) والحاكم في المستدرك (7612) وغيرهم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بإسناد صحيح.

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.