مسلمو غانا يواجهون البعثات التنصيرية والفقر والهيمنة الإسرائيلية

 

على الرغم من أن عدد المسلمين في غانا يبلغ 6 ملاين مسلم، بنسبه40% من إجمالي عدد سكانها، إلا أنها تعانى من مشاكل جمة بسبب فوضى المناهج التعليمية ونقص الكتب الدراسية، وتسخير المنهج الإسلامي للمصالح الفئوية الخاصة، وتوريث الإمامة بين الجمعيات، وضعف المعلومات الدينية، وقلة الدعاة، وضعف مستواهم، وهيمنة النفوذ الإسرائيلي.

 

 واجه المسلمين بغانا العديد من الصعوبات، ومن أبرزها البعثات التنصيريه المسيحية، لا سيما في عهد الاستعمار البريطاني منذ (1314هـ - 1869م)، وقد نالت استقلالها في سنة (1377هـ - 1957م)، بعد احتلال دام أكثر من ستين عامًا، وكانت أولى المستعمرات التي استقلت في غرب أفريقيا، ويشكل المسلمون بها 40% من سكانها تقريبًا.

 

 ورغم الصعوبات والعراقيل فلا يزال الإسلام يكتسب أنصارًا جددًا في غانا في الوقت الراهن، فلقد وصل الإسلام إلى شرقي غانا، فوصل إلى مدن ترفوريدواز وانكوكو، وكيبي، وكيم، أودا.

 

ظهور الإسلام

 

كان أول وصول الإسلام إلى هذه المنطقة في نهاية القرن العاشر الهجري، الموافق نهاية القرن السادس عشر الميلادي، وذلك عندما تحركت إحدى بطون قبائل "الماندي" من حوض النيجر نحو الجنوب في هجرتها إلى إقليم الغابات الغني بمنتجاته، واتجهت جماعات "الماندي" نحو الشمال الشرقي من غانا، وأسست دولة جونجا (Jonga).

 

 ولقد انتشر الإسلام بين العديد من "الماندي" في عهد الدول الإسلامية في حوض النيجر؛ لهذا لم يكن غريبًا أن يتخذ الملك جاكابا (Jakapa) مؤسس دولة جونجا حاشية بلاطه من الماندي المسلمين، لهذا تمتع المسلمون بنفوذ سياسي كبير، وعاونوه في حروبه بزعامة محمد الأبيض، وبعد وفاة جاكابا انقسمت مملكته بين ولديه، وعين كل منهما إمامًا من أبناء محمد الأبيض لنفسه، وأصبح المسلمون دعامة من دعامات مملكته جونجا بشمالي غانا منذ تأسيسها.

 

 وتمتع المسلمون بنفوذ سياسي واجتماعي بهذه المملكة، مما جعل الأعياد الإسلامية مناسبات رسمية بدولة جونجا، ولقد بقي من آثار هذه المملكة مدينة جونجا على أحد روافد نهر فولتا الأبيض في شمال شرقي غانا، ولقد وصل مسلمي جونجا درجة عالية من التعليم، والدليل على هذا الوثيقة التاريخية لجونجا، والتي كتبت باللغة العربية في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي (أي في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري)، وهذه الوثيقة محفوظة بمعهد الدراسات الأفريقية بغانا.

 

وبدأت مرحلة أخرى من مراحل انتشار الإسلام بغانا، وذلك عندما وفدت جماعة مسلمة من الماندي أيضًا على مملكة جونجا، وكانت هذه الجماعة تتحدث إحدى لهجات الداجومبا، غير أن هذه الجماعة واصلت هجرتها إلى منطقة (يندي دابارو) (Yendi Dabaro) في الشمال الشرقي من غانا، في موضع مدينة يندي (Yendi) حاليًا، ولقد أسسوا مدينة يندي في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري – السابع عشر الميلادي، ونشرت هذه الجماعة الإسلام بين قبائل الداجومبا في حوض فولتا الأبيض، وساهم في هذه بعض جماعات الهوسة.

 

 

ومع بداية القرن الثاني عشر الهجري بدأت مرحلة ثالثة من مراحل انتشار الإسلام في شمال غانا، فلقد كان توغل التجار المسلمين من الهوسة وبورنو مع طرق التجارة للحصول على حبوب الكولا من أبرز ملامح هذه المرحلة من انتشار الإسلام في مناطق الداجومبا، فلقد نشط هؤلاء التجار في بث الدعوة الإسلامية بين قبائل الداجومبا في القرن الثالث عشر الهجري، وانتشر الإسلام بين كل أسر الداجومبا، واجتهد زعماء هذه القبائل في استقدام أئمة وتوزيعهم على مناطق نفوذهم، وأصبح الإسلام دين الأغلبية من شعوب الداجومبا.

 

ثم انتقل الإسلام إلى شعب زنجي آخر في غانا، وهو المامبروسي (Mamprusi)، ونمت الدعوة بازدهار التجارة بين غانا والبلاد الإسلامية في شمالها، وتحولت مدينة جمباجا (Gambaga) إلى مركز إسلامي، وهكذا عم الإسلام شمالي غانا، وتكونت ممالك إسلامية بهذه المنطقة كان منها مملكة جونجا، ومملكة الداجومبا، ثم مملكة الماميروسي، ومملكة وُو (Wo) في شمال غربي غانا، وكانت هذه الممالك قبل مجيء الاحتلال البريطاني إلى غانا، كان هذا شأن الدعوة الإسلامية في الشمال.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.