رمضان فرصة لا تعوض؛ يأتي إليك -أيها الخطيب- فئام من الناس من غير ما عناء منك ولا نصب، ويدخل المسجد من لا يدخله طوال العام، يسمعك من لم يسمعك قط، يأتي الناس طالبين للهدى قد فتحوا القلوب لاستقباله، قد صفِّدت الشياطين التي

النُّطق الحسن هو الدِّعامة الأولى للإلقاء الجيَّد، وإذا اعترى النُّطق ما يفسده، ضاع الإلقاء، فضاعت معه الخطبة وأثَرُها، وفَقَدَ الخطيب ما يَسْمُو إليه من وراء البَيَانِ، ولا شيء يذهب بالمعنى الجيِّد أكثر من النطق

الخطيب المحافظ على السمت الصالح، والخلق الصالح، الأنيق في ملبسه، الجذاب في مظهره، النظيف في سمته ومنظره؛ تكبره العين، وتهابه النفس، وتبعث على الارتياح رؤيته، بل إن السمت الصالح وحسن المظهر له أثر طيب على الخطيب نفسه،

و قد ينازع بعض المتخصصين في الخطابة وأساليبها وأبوابها محتجين بأن شخصية الخطيب تذوب في النصوص. وهذا غير صحيح؛ لأن قدرة الخطيب على جمع النصوص، وحسن عرضها في خطبته، وقوته في الاستدلال بها، وانتزاع ما يفيده منها؛ إن لم يكن

ولا يجمل بالخطيب أو الداعية أو الواعظ أن تكون خطبته أو موعظته خالية من هدايات النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته.والملاحظ أن الانفتاح الإعلامي، وانتشار كثير من الحوارات والمناظرات على الفضائيات قد